السبت، 9 ديسمبر 2017

من كتاباتي للأطفال التي سبق نشرها في المنتديات الأدبية بين عامي 2007-2009

الحمل والذئب

سَألَ الحَمَلُ الطيّبُ جارَهْ
ذاتَ صباح ٍ لمّا زارَهْ
قالَ لهُ :لِمَ تعوي ليلاً
ياجاري أسهَرْتَ الحارَة
ولماذا في بيتكَ عظمٌ
وفراء كفراءِ الجارَةْ
هلْ تدرسُ في معهدِ طبّ
أمْ تدرسُ تاريخَ حضارَةْ
أمْ تتحرّى عن سفاح ٍ
قدْ أدمنَ إنفاذ الغارَة
زارََ زريبة عمّي ( غافي)
عندَ الفجر ِ وساقَ صغارَه
وتولّانا الخوفُ جميعاً
حتّى لزمَ العاقلُ دارَه
قالوا وحش ذو أنياب ٍ
قاطعة ٍ مثل ِ المنشارة
ولهُ مخلب سمّ نجس ٍ
منهُ تقطرُ كلّ قذارَة
في طابور ٍ من أتباع ٍ
لا يدري أحدٌ مقدارَه
ولقد جئتكَ يا ( مامولي)
كي تقدحَ في الزيت ِ شرارة
وتؤججها ثورةَ حقد ٍ
وتفجّرَها سيلَ مرارة 
و أنا عونٌ لكَ في هذا
طوع الأمر ِ ورهن الشارَة
أنشدُ أشعاراً لاهبة
أو أحملُ إن شئتَ حجارة
وأناولها لك كي ترمي
هذا الوحش بكلّ مهارة
فرنا الجارُ الذئبُ إليه
وتفكّرَ في كلّ عبارة
قالَ سيكشفُ جاري سرّي
مهما مدّ الليلُ ستارَه
وسيطلعُ فجرٌ مشهودٌ
ينفضُ فيهِ الزيفُ غبارَه
والحمَلُ الأعمى سيراني
ذئباً نذلاً يخفي عارَه
وبقرنيه سيحكمُ نطحي
حتى أفقدَ كلّ حرارَة
ولأنّي في يومي هذا
أقدرُأن أحرمَهُ ثارَه
فسألقمهُ فاتكَ سمّي 
وسأسقيهِ كؤوسَ مرارَة
وهوى الذئبُ على قاصدِه
بمخالبَ شقّتْ أوتارَه 
مع تحيات عبدالحكيم ياسين
-----------------------------------------
 الديك والذئب

سارَ ذئبٌ في فجاج ِ
لابساً ثوبَ النعاج ِ
مظهراً ايات ِ طهر ٍ
مبطناً نهجَ اعوجاج ِ
وعلى سفح ٍ قريب ٍ 
لاحَ بيتٌ ذو سياج ِ
وطيورٌ ذاتُ ريش ٍ
لامع ٍ مثل ِ الزجاج ِ
بينها ديكٌ سمينٌ
يتثنى تحتَ تاج ِ
فمشى الذئبُ اليه ِ
مشيَ مقطوع ِ الوداج ِ
قالَ يا محبوبَ قلبي
جئتُ أرجوكَ علاجي
من سقام ٍ في عيوني
واضطراب ٍ في مزاجي
قيلَ لي إنّكَ تشفي
كلّ كرب ٍ وانزعاج ِ
بارعٌ في الطبّ جدّاً
وتواسي كلّ لاجي
أطرقَ الديكُ طويلاً 
ثمّ غنّى بابتهاج ِ
كوكو كوكو أنتَ تخفي
كلّ غدر ٍ واهتياج ِ
و بكأس ٍ من نمير ٍ
نصفَ دلو ٍ منْ أجاج ِ
جئتَ بالأنياب ِ تبغي
كلّ فتك ٍ بالدجاج ِ
فانصرفْ عنّا سريعاً
أيّها الوغدُ المداجي
مع تحيات عبدالحكيم ياسين
-----------------------------------
 الثعلب والفار


صادفَ الثعلبُ فأراً
مرّة ً يجتازُ  نهرا
وبعينيه ِ دموعٌ 
تشتكي همّاً وقهرا
قالَ ما للحلو ِ يبكي
هل رأى ظلماً وغدرا
أم رأى سقماً وجوعاً
أم رأى ذلّاً وفقرا
إنْ تكنْ ضاقتْ عليه
بقعةٌ أو ملَّ جحرا
فليهاجرْ في بلادٍ
قد أبتْ حدّاً وحصرا
وليجدْ فيها صديقاً
مخلصاً مثلي وبرّا
فرنا الفأرُ إليه ِ
بذكيّ الطرف ِ شَزْرا
وتوارى في عميق ٍ
من شقوق ِ الأرض ِ فورا
مع تحيات عبدالحكيم ياسين
------------------------------------
    فار بالغ


فأرٌ بالغَ ذاتَ نهار ِ
وتسلّقَ نافذةَ الجار ِ 
فرأى خبزاً ورأى جبناً
ورأى قدراً فوقَ النّار ِ
ورأى هراً يلعقُ لبناً
لعقَ الامن ِ منْ غدّار ِ
وهوَ يديرُ الظهرَ العاريَ
للأضواء ِ وللأنوار ِ
وإلى العتمة ِ ينظرُ أبداً
نظرَ العرّاف ِ المكّار ِ
أمّا الفأرُ فقدْ غافلَهُ
وتحصّنَ في بطن ِ جدار ِ
وغدا في مكمنه ِ غولاً
يقرضُ أكمامَ الأزهار ِ
وأظافرهُ تنبشُ تنبشُ
بحثاً عن حبّات ِ بذار ِ
مع تحيات عبدالحكيم ياسين
----------------------------------------

مفتون


في ظلمةٍ يوماً نعَبْ
بومٌ فذابَ منَ الطربْ
فتنتهُ بحّةُ صوته ِ 
جدّاً وداخَلَهُ العجبْ
ورنا للامع ِ ريشه ِ 
فراهُ في لون ِ الذهبْ
وغدا له في نفسهِ
شغلٌ وهمّ ذو شُعَبْ
يرقى المنابرَ واثقاً
يملي ويرتجلُ الخُطَبْ
ويرى هواهُ شريعةً
وسبابهُ سقفَ الأدبْ
وسواهُ فأرُ تجارب ٍ
أومحضُ لوح ٍ من خشَبْ
حتى إذا سطعَ الضياءُ
وشعشعتْ سورُ اللهبْ
فرّ الرماديّ  الزريّ
إلى الزرائب ِ والخربْ
يجترّ فيها وهمَه
ويلوكُ أشواكَ الغضبْ
ويقولُ صوتي فاتنٌ
لكنْ على السمع ِ العتَبْ
مع تحيات عبدالحكيم ياسين
-------------------------------------------------

يتبع

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

من كتابات 2012-قصة مسجوعة بعنوان: كبير الرأس يكتب

كبير الرأس يكتب..       تعارك قريبا الحمار.. حتّى سدّا الآفاق بالغبار.. وماتوقّفا إلّا بعد أن نال منهما التعب..  ورضيا بالصلح  رفعاً...