صور من مشاركاتي السابقة في المنتديات الادبية 2007
النص الكامل لقصة فوق الشبهة وقد نشرت في كثير من المنتديات الأدبية وفي مجلة أحمد اللبنانية
فوق الشبهة
قفز الديك الأبيض إلى داخل المزرعة مذعوراً وهو يصيح
ويحذر من شر مستطير..فتحلقت حوله الدجاجات والديك
الأحمر وراحوا يمطرونه بالأسئلة عن سبب هذا الخوف
فقال: - الثعلب..الثعلب..إنه خلف السور يحفر الأرض..
وما أراه إلا يدبر طريقة للدخول إلى المزرعة للسطو على
الدجاج..قال الديك الأحمر: يا أخي ..يا أخي أثرت موجة
من الهلع والذعر لمجرد رؤيتك ثعلباً بائساً يحاول اختراق
جدار المستحيل..ألم تعلم أن سور المزرعة حصين جداً
وأننا في أمان تام منه..؟اذهب اذهب ونم في زاويتك ولا
تعد لمثل هذا السلوك الطائش المثير للبلبلة..قال الديك
الأبيض:ولكن الثعلب كوم كومة هائلة من التراب بجانب
السور وهو إن لم ينجح في التسلل من تحته فسينجح بالقفز
من فوقه..قال الأحمر:وهبه قفز إلى الداخل فكيف سيخرج
هل تراه قد جن ليقتل نفسه غداً من أجل إشباع بطنه اليوم
أليس اسمه الثعلب المكار؟أي إنه أذكى من أن يؤذي نفسه
وعلى كل حال سأستطلع الأمر بنفسي...
قفز الديك الأحمر إلى حافة السور ونظر إلى الخارج فرأى
الثعلب يرنو إليه بإعجاب وود ثم يقول له:مرحباً يا ملك
الدجاج المتوج..يا صاحب أجمل صوت في هذه الديار
..قال الديك :أهلاً وسهلاً أيها اللبق الذكي..ما يحملك على
الحفر تحت سورنا..؟قال الثعلب: رأيت أحد رعاياك يفر
هارباً فأردت مداعبته وإخافته قليلاًلكي لا يقع فريسة لثعلب
شرير لا يراعي حرمة الجوار ولا يفهم معنى الصداقة..
قال الديك المغرور :صداقة أية صداقة..؟قال الثعلب:
أنا ثعلب مستأنس نشأت في مزرعةوعشت بين الدجاج
والأرانب وكنت دائماً صديقاً لها إلى أن جاء كلب غبي عنيد
وطردني منهابدعوى أنني سأجعلها تعتاد على الاقتراب
من الثعالب ..فتقع فيما بعد فريسة شعور خادع بالأمان
وتأكلها شرار نا...وقد اقنعت بفكرته ولذلك فأنا أخيف
الدجاجات الحديثات السن والديوك الأغرار حرصاً عليهم
وأكشف لأمثالك من العقلاء حقيقة أمري وأعبر عن مودتي
...قال الديك: لقد سمعت فيما مضى عن ثعالب مستأنسة
ولكنني لم أقابل أحداً منها من قبل..مرحباً بك أيها الثعلب
الطيب ..وأحييك على هذا الوفاء والإخلاص للأصدقاء..
قال الثعلب: وداعاً أيها الصديق ..سأنصرف الان لأنني
أرى صاحب المزرعة قادماً من بعيد وأخشى أن يتهمك
بالتامر إذا حدث للدجاج أي مكروه لا سمح الله..
نزل الديك إلى الأرض وراح يتباهى بقدرته على محاورة
الثعالب ويسخر من الديك الأبيض وتهويله للأمور...ثم أمر
الجميع بالذهاب إلى النوم لأن الشمس غربت وحان وقت
رقاد الدجاج...وفي الليل حدثت ضجة عظيمة وضرب شيء
ما أجنحةالطيور فكسر بعضها وهشم الرقاب..وسالت الدماء
ولم ينج من الطيور إلا من رقا إلى مكان مرتفع أو انحشر في
موضع ضيق...وعند الصباح لاح الديك الأحمر واقفاً على
السور وتناهى إلى سمع الدجاجات الباكية قوله:
-بق بقيق..بق بقيق لماذا أرى كل هذا الريش حولك أيها الصديق ؟
هل نومك ثقيل إلى حد أن شرار الثعالب تأكل الدجاج
قرب رأسك وأنت تغط في نوم عميق ....؟
مع تحيات عبدالحكيم ياسين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق